أعلن قائد أركان الجيش التونسي الفريق الأوّل رشيد عمّار استقالته من منصبه، مرجعًا السبب إلى كبر سنّه (66 عامًا)، واشتهر عمار بوقوفه بجانب الثورة التونسية برفضه لأوامر الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بقصف المتظاهرين والتصدي لهم عسكريًّا.
وفي تصريحات أدلى بها لإحدى الفضائيات التونسية الخاصة وذكرته وكالة “الاناضول”، في ساعة متأخرة مساء الإثنين، قال عمار “إنّه بات غير راغب في مواصلة إشرافه على أركان الجيش التونسي وأنّه قدّم استقالته رسميًّا منذ السبت المنقضي إلى رئيس الدولة محمد المنصف المرزوقي”.
وأضاف: “القائد العام للقوات المسلّحة التونسية رئيس الجمهورية قبل استقالتي التي قدّمتها له في وثيقة رسمية السبت الماضي”، مشيرًا إلى أنّه “سيتخلّى رسميًّا عن مهامه بعد تعيين رئيس الجمهورية خليفة له”.
وأرجع عمار سبب استقالته “للحدّ العمري”، وتقدّمه في السنّ، قائلاً: “التاريخ سيثبت خدمات كبيرة قدّمتها لتونس”، موضحًا أنّه كان عليه “من الأولى أن يخرج منذ عام 2006 عند بلوغه سنّ التقاعد”.
وبيّن أنّه رفض تولّي رئاسة الجمهورية ليلة هروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي – الذي أطاحت به ثورة شعبية في 14 يناير 2011 – “احترامًا لدستور البلاد السابق والذي يمنح الرئاسة حينها إلى رئيس مجلس النواب”.
ويعتبر جانب كبير من الرأي العام التونسي عمار بأنه ساهم في إنجاح الثورة التونسية أواخر عام 2010 عندما رفض أوامر الرئيس بن علي بقصف المتظاهرين والتصدّي لهم بالقوة العسكرية.
وينتقد شقّ كبير من الشعب التونسي رشيد عمّار على ما يعتبرونه حمايته “للمتورطين في قتل شهداء الثورات والمحاكمات العسكرية “الهزيلة” للأمنيين وعدد من العسكريين المتهمين في قنص المتظاهرين وقتلهم”. ورشيد عمّار من مواليد عام 1947 بمدينة صيّادة بالساحل التونسي.