اخبار العراق

الحكيم: من مصلحة الجميع ان يعم الاستقرار في العراق ولن يستقر الا بتحقيق العدالة

أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، اليوم السبت، ان من مصلحة الجميع ان يعم الاستقرار في العراق، موضحا ان النظام السياسي يقوم على أساس الدستور والقبول بالتعددية السياسية وحرية الرأي، مبديا حرصه على الحفاظ على هذه المنجزات.

وبين “ان مراجع الدين وعلماء الأمة هم صمام الأمان، مجددا تحذيره من دعم الإرهاب وارتداده على داعميه”، مشيرا الى “وجود فئات تكفر وارتكبت المجازر باسم الدين”.

وقال  الحكيم في كلمة له خلال المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب الذي عقد، بفندق الرشيد وسط بغداد، اليوم “ان السلام والأمان والاستقرار في العراق سيكون من اهم عوامل النهوض في هذا الوطن المليء بالخيرات”، مضيفا ان “من مصلحة الجميع ومن كل المكونات ان يعم الاستقرار ليتوجهوا جميعا نحو البناء”.

وأضاف “ان النظام السياسي في العراق يقوم على أساس الدستور والقبول بالتعددية السياسية وحرية الرأي”، لافتا الى ان “هذه مبادئ وإنجازات تحققت بعد عهود طويلة من الاستبداد مرت بهذا البلد”.

وتابع إننا “حريصون على الحفاظ على هذه المنجزات ولا رجعة لعهود الديكتاتورية والاستبداد ومثلما قاوم أسلافنا الظلم والاستبداد والطغيان سنقاوم بنفس المنطلقات التي كانت وراء تلك المقاومة”، مشددا على ان “العراق لا يمكن ان يستقر إلا بتحقيق العدالة”.

وأشار الى “ان بعض السياسيين قد لا يدرك خطر تحول المنافسة من التسابق في الخيرات لخدمة الوطن والمواطن الى تناحر في سبيل تحقيق المصالح الفردية الضيقة”، مؤكدا ان “مراجع الدين وعلماء الأمة هم صمام الأمان للامة وهم بإمكانهم درء أي فتنة تحاول تأجيج الصراع بين أبناء الدين الواحد”.     

وأكد الحكيم على إننا “ماضون اليوم رغم كافة الصعوبات الى بناء العراق وفق مبادئ الشراكة الحقيقية التي يشعر معها الجميع ان حقوقهم مصانة بدون إقصاء أو تهميش”، وأوضح إننا “نسعى جادين الى بلورة هذه المفاهيم بدون تعسف أو تعطيل لبناء الدولة والقانون وتحويلها الى دولة المؤسسات”.

وأوضح اننا “نحترم كل المؤسسات الدستورية وندعمها ونرفض أي تجاوز على صلاحياتها لان أي تجاوز سيؤدي الى الفوضى”.

وأشار إلى ان “على كل الحكام ان يلتفتوا الى شعوبهم ويمنحونهم حقوقهم المشروعة”، لافتا الى ان “تجاوز هذه الحقوق أو سحقها قد يؤدي الى فتور أصحابها برهة من الزمن لكنها لن تؤدي حتما الى نسيانها والتخلي عنها”.

وأضاف إننا “اليوم نعيش مرحلة تاريخية مهمة وخطيرة حينما نرى كل هذه الاعتداءات على كرامة الإنسان ومصادرة حريته وعزته وحياته تحت أعذار واهية لا علاقة لها بالإسلام والإسلام منها براء”، موضحا ان “هذه المرحلة التي تشهد قتل المسلمين بالجملة في العراق وفي غيره من المناطق والبلدان من قبل أدعياء الدين والإسلام تمثل مؤامرة كبرى على الإسلام نفسه ومبادئه العظيمة السامية الداعية الى التسامح واحترام الدماء”.

وأشار الى ان “هذه المرحلة التاريخية من اخطر المراحل في حياة المسلمين لظهور من يفتي بغير علم بجواز، واحيانا بوجوب قتل المسلم لأنه من مذهب آخر”.

وأوضح ان “العراق شهد طيلة العقد الماضي وحتى اليوم أحداثا مؤلمة وقاسية لقلوب المؤمنين وأريقت فيها دماء الأبرياء شملت حتى النساء والأطفال في الشوارع والأسواق والمدارس ومراكز الحياة العامة من خلال التفجيرات”، لافتا الى انه “أمر لم تشهده أي بلاد أخرى”.

وبين ان “الحرب كادت ان تشتعل لولا حكمة المرجعيات الدينية في العراق التي منعت ذلك ودفعت باتجاه الوحدة الوطنية وأفشلت المشاريع الرخيصة التي حاولت وما زالت تحاول تمزيق وحدة الشعب العراقي من خلال تصعيد وتائر الشد الطائفي تحت مختلف الذرائع والمسميات”.

وأكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ان “قدرنا في العراق ان نعيش معا وإن اختلفنا في الدين والمذهب والقومية”، موضحا ان “الجميع له حق الحياة بكرامة ولا سبيل لنا سوى التعايش والحوار”.

وتابع ان “العراق اليوم يحتاج وقبل كل شيء الى الاعتراف بحقه في الكرامة في هذه الأرض المقدسة لينهض من جديد”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى