وزير خارجية الاتحاد الأوروبي: الأزمات المقبلة ستكون في العراق ومنطقة الساحل

النور نيوز/ بغداد
خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس، السبت 21 آب 2021، حذر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من أن “مأساة” تحدث في أفغانستان ويجب أن تدفع الأوروبيين إلى تجهيز أنفسهم بقدرة تدخل عسكري لمواجهة الأزمات المقبلة التي تهدد العراق ومنطقة الساحل.
وأجبر سقوط الحكومة الأفغانية واستيلاء طالبان على كابول قبل انسحاب آخر الجنود الأميركيين المرتقب في 31 آب، الدول الغربية على تنظيم عمليات إجلاء لرعاياها والمتعاونين معها من الأفغان بسرعة.
وقال بوريل “يريدون إجلاء ستين ألف شخص في الفترة الممتدة من الآن إلى نهاية الشهر الجاري. الأمر مستحيل حسابياً”.
وطلب العديد من الدول الأعضاء حلف شمال الأطلسي من الأميركيين الجمعة إرجاء عملية خروجهم النهائي من البلاد، ومع وجود ستة آلاف جندي سيطروا على مطار كابول حيث تنظم عمليات الإجلاء.
وأضاف بوريل “المشكلة هي الوصول إلى المطار”، موضحاً أن “إجراءات المراقبة والأمن التي يفرضها الأميركيون مشددة جداً”، معتبراً أن هذه التدابير “تعرقل مرور موظفينا”.
وتضم البعثة الوحيدة للاتحاد الأوروبي في كابول حوالى 400 موظف أفغاني وعائلاتهم. وعد بوريل بإجلائهم، لكن 150 منهم فقط وصلوا إلى إسبانيا حتى الآن.
وقال بوريل “يوجد في كابول مطاران، المطار المدني يخضع لسيطرة طالبان ولا يتم تسيير أي رحلات جوية منه. الأميركيون يسيطرون على المطار العسكري ويصعد إلى الطائرات الأشخاص الموجودون على المدرج”.
وأشار إلى أنه “في الرحلة الجوية التي وصلت إلى مدريد (السبت)… كان ثلث الركاب أميركيين”.
أكد بوريل أنه “إذا غادر الأميركيون في 31 آب، لن يكون لدى الأوروبيين القدرة العسكرية للسيطرة على المطار العسكري وتأمينه وستسيطر طالبان عليه”.
ويرى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أنه من الضروري التحدث إلى طالبان: “إذا كنتم ترغبون في إخراج موظفيكم فعليكم التحدث إلى طالبان”، وأضاف: “الجميع يحاولون عقد اتفاقات مع طالبان. لدينا اتصالات مع طالبان لكن ليس مع القادة”، مشدداً على أن “الحوار معهم لا يعني الاعتراف” بنظامهم.
وحذّر بوريل من أنه “سيكون من المستحيل إخراج جميع الأفغان الذين يحتاجون إلى الحماية من كابول. إنه أمر مستحيل ولا يمكن تصوره. هناك أولويات. نريد إخراج مواطنينا والمتعاونين الأفغان”.
وأكد أن “ما يحدث في أفغانستان مأساة”، متسائلاً “لمَ حصلت الأمور على هذا النحو؟، وقال “التقيت الرئيس أشرف غني في تموز في طاشقند. كان يشعر بالمرارة. أخبرني بأنه من دون الدعم الجوي الأميركي لا يمكنه السيطرة على البلاد ويجب عودة (الجنود) إلى كابول”.
وأضاف “لم يكن لديه الوقت لتطبيق هذه الستراتيجية، والجيش الأفغاني رفض القتال مع أنه لم يكن ينقصه السلاح. أنظروا إلى كمية الأسلحة التي تركت لطالبان. الجيش كان قد فقد الأمل”.
وتابع جوزيب بوريل “أشعر بأسف كبير للطريقة التي سارت من خلالها الأمور. لكن لم يسأل أحد الأوروبيين عن رأيهم”، مؤكداً “ستطرح بعض الدول تساؤلات عن الحليف الأميركي الذي لم يعد يريد خوض حروب الآخرين، كما قال جو بايدن”. وأضاف “ليس هناك بديل للأوروبيين. يجب أن ننظم أنفسنا لمواجهة العالم كما هو وليس كما نحلم به”.
وتابع مذكراً “نقترح تزويد الاتحاد الأوروبي بقوة دخول أولى قوامها 50 ألف جندي قادرة على العمل في ظروف مثل تلك التي نعيشها في أفغانستان”، وتجري مناقشة المشروع بين وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي.
وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أطلق دعوة في هذا الاتجاه أمس السبت في رسالة عبر تويتر.
وقال جوزيب بوريل “سأزور العراق وتونس وليبيا في أيلول”، مشيراً إلى أن “الأزمات المقبلة ستكون في العراق و(منطقة) الساحل”، وأضاف أن “أوروبا لا تتحرك إلا عند الأزمات. قد توقظها أفغانستان. حان الوقت لتزويدها بقوة عسكرية قادرة على القتال إذا لزم الأمر”.