اخبار العراقاخبار عامةاهم الاخبارتقارير وحوارات

الطريق إلى “العجوز”.. موجة الهجرة الجديدة تحيّر الحكومة العراقية

النور نيوز/ بغداد

تكافح الحكومة العراقية، على مضض موجة الهجرة الجديدة، إلى القارة العجوز، عن طريق بلاروسيا وليتوانيا، في ظل تصاعد أعداد المهاجرين، والطلبات الأوروبية، بشأن المساندة في وقفت تلك الرحلات.

وبدأت هذه الموجة، قبل عدة أشهر، بشكل سرّي، عندما اندلعت خلافات سياسية بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، ما دفع الأخيرة إلى فتح حدودها أمام المهاجرين، ليستغله المهربون سريعا، لتجديد حلم الوصول إلى أوروبا، على الرغم من كل القيود التي فرضها الاتحاد الاوروبي عقب الهجرة المليونية في العام 2015.

ووجدت الحكومة العراقية، نفسها في حيرة أمام تلك الهجرة، بسبب طريقتها، القانونية، حيث يذهب المهاجرون، إلى بلاروسيا، عبر الطيران الرسمي، بعد قطع التذاكر بشكل طبيعي، غير أن المسألة تتعلق بالخلافات الداخلية.

وطالب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مؤخراً، من السلطات العراقية تبرير سبب استخدام مطار بغداد لنقل مهاجرين إلى بيلاروسيا حيث ينتقلون بشكل غير قانوني إلى ليتوانيا، وفق قوله، وهو ما دعا الحكومة العراقية، إلى اتخاذ إجراءات في مسعى لكبح جماح تلك الهجرة.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بيان الثلاثاء: إنه “تقرر تأليف لجنة برئاسة وكيل وزارة الخارجية السيد نزار الخير الله، وعضوية ممثلين من وزارات العدل، والداخلية، والنقل، والهجرة، وجهاز المخابرات الوطني العراقي، تتولى دراسة مسألة هجرة العراقيين من طالبي اللجوء إلى بيلاروسيا وليتوانيا”.

وأضاف، أن “اللجنة سترفع توصياتها إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء في مدة أقصاها أسبوعا عمل”.

ونفت الحكومة العراقية، في وقت سابق، تشجيع مواطنيها على الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، عبر بلاروسيا (روسيا البيضاء)، معربة عن رفضها للاستفسار الموجه إليها من الاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص.

مسؤول في وزارة الهجرة العراقية، أكد أن “وزير الخارجية فؤاد حسين احتج لدى المسؤولين الأوروبين الذين التقاهم خلال زيارته إلى لوكسبمبورغ، في حزيران،/ يونيو، بسبب وقوع المواطنين العراقيين، ضحية الخلافات الداخلية، وشجعهم على حث بلاروسيا، لمنع التهريب، والعودة إلى الإجراءات السابقة، وحصلنا على وعد بذلك، لكن أيضاً أعلن من جهته، اتخاذ إجراءات للحد من الهجرة، وهذا بالفعل مأزق لنا، بسبب أن مجمل العمليات فيما يخصنا تجري بطريقة رسمية”.

وأضاف المسؤول العراقي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ”النور نيوز” أن “العراق لديه تجارب سابقة فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، وتمكنا بالتعاون مع عدة دول من إعادة عراقيين طوعاً، وكذلك التأثير في آخرين، لمنع الهجرة غير الشرعية، عبر الإعلام والدعاية، لكن ما يحصل داخل بلاروسيا، يخصها لوحدها فقط، ومن غير المقبول أن يتحمل العراق ولو شيئاً يسيراً من هذا المأزق الذي يودي بحياة أبنائنا”.
احتجاز 170 عراقياً

في آخر إحصائية، تقول ليتوانيا إنها تحتجز أكثر من 3 آلاف مهاجر غير شرعي، نسبة كبيرة منهم عراقيون، وأعلنت مؤخراً، احتجاز أكثر من 170 عراقيا على حدود البلد الصغير التابع للاتحاد الأوروبي.

ويقول مختصون إن بيلاروسيا كانت تحتجز جوازات العراقيين في المطار، وتمنحها لهم مجددا حين عودتهم لبغداد، لكن قبل شهرين ألغت بيلاروسيا ذلك، وأصبح العراقي يحتفظ بجوازه لديه.

وتصاعدت خلال الأسابيع الماضية، رحلات الطيران العراقي إلى بلاروسيا، بسبب تزايد أعداد تذاكر السفر.
محمد الياسري، وهو صاحب شركة طيران في العاصمة بغداد، يقول إن “المسألة تتعلق بالإجراءات الداخلية، لبلاروسيا، حيث تزايد الطلب على تذاكر السفر إليها، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بهدف الهجرة، خاصة وأن الأوضاع في العراق، ساءت بشكل أكبر، وتردى الواقع الأمني بشكل كبير، على رغم المساعي الحكومية لضبطه”.

ويضيف الياسري في تعليق لـ “النور نيوز” أن، “هذا الطريق بات معروفاً لدى المهربين، وهو لا يحتاج إلى مخاطرة كبيرة، فالدخول يتم بطريقة رسمية، ولا تثير الشبهات، وما يحصل لاحقاً، هو الوصول إلى ليتوانيا، على رغم الإجراءات التي تتخذها على الحدود، لمنع تدفق المهاجرين إليها”.

حلم الهجرة

وتعيد تلك الموجة، ملف الهجرة غير الشرعية، والرغبة الملحة للشباب العراقي بالسفر خارج البلاد، بسبب الأوضاع التي يعيشونها في الداخل، وانعدام فرص العمل، وغياب أفق حلول السلام.

وما زاد من حدة الإقبال على هذا النوع من الهجرة، هو الصبغة الرسمية، للخروج من البلاد، عبر المطارات، دون اللجوء إلى طرق المهربين، ما يعني ذلك من دفع مبالغ طائلة، لإيصالهم عبر تركيا إلى اليونان، ومنها إلى أوروبا.

كما أن المسار الواحد عبر الطائرات، وانعدام المخاطر شجع الشباب العراقي، على خوض تلك المغامرة، وتجربة حظه بالخروج من البلاد.


وأثارت هذه الموجة، قلق ليتوانيا، التي دفعت وزير خارجيتها للقيام بزيارة إلى بغداد لطلب وقف تدفق المهاجرين.

ويتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا باستخدام “سلاح المهاجرين” ردا على العقوبات التي فرضها الاتحاد مؤخرا على هذه البلاد التي يترأسها، أليكسندر لوكاشينكو، المتهم بقمع المتظاهرين ضد نظامه بشدة.

وبالتزامن، لقي شاب عراقي مصرعه، في ظروف غامضة، على الحدود البيلاروسية – الليتوانية.

وحسبما أفادت وكالة “بيلتا” البيلاروسية الرسمية نقلا عن السلطات، فإنه عثرت دورية لحرس الحدود البيلاروسي على الشاب في حالة خطيرة قرب قرية بينياكوني الحدودية، وحاول عناصر الحرس تقديم الإسعافات الأولية له، لكنه توفي على الفور.

وتم إبلاغ رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو بما وصفه الإعلام البيلاروسي بأنه “قتل مروع لعراقي كان عائدا من ليتوانيا”، فوجه الرئيس بفتح تحقيق على الفور، يشمل الاستماع إلى شهادات السكان المحليين الذين كانوا أول من أبلغ عن “رجل تعرض للضرب.

بدورها، أكدت وزارة الخارجية العراقية، الاربعاء، متابعتها وفاة المواطن العراقي عند حدود ليتوانيا وبيلاروسيا.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان: إن “سفارة جمهوريّة العراق في موسكو تتابع ببالغ الاهتمام تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة مواطن عراقي على الحدود المشتركة بين بيلاروسيا وليتوانيا”.

وأكد “نجدد الدعوة لكل العراقيين أن لايكونوا هدفاً لشبكات التهريب والاتجار بالبشر”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى