حادثة كركوك تحفز مساعي إخراج القوات الأميركية والحكومة تكشف أعادها لآول مرة (تقرير)
النور نيوز/ بغداد
فتحت حادثة مقتل وإصابة منتسبين في الشرطة الاتحادية بمحافظة كركوك بقصف للتحالف الدولي الباب مجدداً أمام المطالبات بإخراج القوات الأميركية من البلاد، فيما أعلنت الحكومة العراقية ولأول مرة عن عديد تلك القوات، وطبيعة مهامّها، وذلك في ردها على سؤال أحد النواب في البرلمان.
وفتحت قيادة العمليات المشتركة العراقية، قبل أيام تحقيقا، في حادث أسفر عن مقتل وإصابة منتسبين من الشرطة الاتحادية، أثناء عملية إسناد نفذها طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب، في كركوك، شمالي العراق.

وقالت خلية الإعلام الأمني، في بيان تلقى”النور نيوز” نسخة منه أن “قيادة العمليات المشتركة تشكل لجنة تحقيقية في حادث مقتل مقاتل وإصابة اثنين آخرين من الفوج الأول في اللواء الحادي عشر / شرطة اتحادية، خلال قيام طائرات التحالف بعملية الإسناد لقطعات جهاز مكافحة الإرهاب”.
وحفز هذا القصف الجهات المطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق إلى توسيع دائرة مطالباتها، إذ قالت حركة عصائب أهل الحق إن “الولايات المتحدة الأمريكية تجدد انتهاكها للسيادة العراقية من خلال حادثة الاعتداء على قوات الشرطة الاتحادية في محافظة كركوك من قبل قواتها القتالية المتواجدة في العراق”، مبينة أن “حادثة الاعتداء الأمريكية على القوات العراقية تعد دليلاً دامغاً على وجود قوات مقاتلة وليست كما تدعي واشنطن انها قوات استشارية وفنية”.
وأضافت الحركة في بيان تلقى “النور نيوز” نسخة منه، أنه “في الوقت الذي نستنكر فيه الاعتداء على القوات العراقية البطلة، نجدد السؤال حول حقيقة التواجد الامريكي في العراق”، موضحة أن “القوات الامريكية تتصرف وفق قناعاتها وبدون الرجوع الى قيادة العمليات المشتركة ولا حتى التنسيق معها وإلا لما حصل هذا الاشتباك”.
وتابعت أن “حادثة الاعتداء تضعنا أمام سؤال مهمٍ وهو، ماهو القانون الذي يُطبق على القوة الأمريكية التي قتلت وجرحت القوات العراقية؟ هل هو القانون العراقي ام الأمريكي ؟ وهل هناك حصانة للقوات الأمريكية المتواجدة في العراق من القانون العراقي؟”.

وأكدت الحركة على “ضرورة أن يقوم البرلمان وفي اسرع وقت بدوره التشريعي الرقابي في تحديد نوعية وعدد ومكان ودور القوات الاجنبية المتواجدة على الأرض العراقية بوضع حد للاستهتار الأمريكي بالدم العراقي والسيادة العراقية”.
وفي سياق هذا الحراك أجاب مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على سؤال للنائب فالح الخزعلي حول القوات الأجنبية المتواجدة في العراق.
وجاء في وثيقة رسمية، تحمل توقيع مدير مكتب رئيس الوزراء، حصل “النور نيوز” على نسخة منها أنه “بلغ عدد قوات التحالف الدولي في العراق حتى كانون الأول الماضي 8956 فرداً منهم 6132 من القوات الأميركية بصفة مستشارين ومدربين ودعم وإسناد جوي”.
وذكرت الوثيقة، التي جاءت تفاصيلها بناء على طلب من النائب في البرلمان العراقي فالح حسن جاسم من كتلة السند الوطني، أن اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية نهاية 2008 لم تحدد مدة بقاء تلك القوات، لافتة إلى تنظيم الأنشطة خلال وجود القوات الأمريكية في العراق بشكل مؤقت.
ويرى النائب في البرلمان العراقي عن تحالف سائرون قصي محسن أن “مجلس النواب لديه توجه حقيقي نحو إخراج القوات الأميركية، خاصة وأن مثل تلك الحوادث تكررت أكثر من مرة، أن تستهدف تلك القوات عناصر من الأمن العراقي”.
ويضيف خلال حديثه لـ “النور نيوز” أن “إجابة الحكومة العراقية على سؤال النائب فالح الخزعلي بشأن عديد قوات التحالف وطبيعة مهامّها، هو تحول لافت والأول من نوعه، ويعطي انطباعاً بحسن العلاقة بين البرلمان والحكومة، إذ أن الحكومات السابقة، كان بعضها على مشاكل وعراقيل مع المجلس”.
واعتبر محسن أن “هذا التعاطي من الحكومة يمثل دفعة للمطالبين بإخراج القوات الأميركية، ويسهل عملية تشريع القانون”.

ويحتدم الجدل منذ أشهر بين الكتل السياسية والأحزاب حول مسألة إخراج القوات الأميركية، ففي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة العراقية حاجتها الفعلية لتلك القوات، ترفض قوى سياسية عراقية تلك التوجهات وتطالب على الدوام بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد.
وعادت القوات الأمريكية إلى العراق بشكل رسمي بعد أحداث 10 يونيو من صيف 2014، عقب سيطرة تنظيم “داعش” على مساحات شاسعة شمال العراق وغربه، تحت مسمّى قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وشارك طيران التحالف في كافة المعارك، كما أدّى دوراً كبيراً في القضاء على تنظيم “داعش” في العراق.
وأوضح أن “بعض الكتل طالبت إيضاً بمعرفة الآلية التي اعتمدتها الحكومة في معرفة هذا الرقم، هل هو من خلال كتب رسمية، أو عن طريق السفارة أم غير ذلك”.
وبحسب المحلل السياسي احسان العيداني فإن” مسودة القانون ما زالت غير معروفة المكان، إذ هناك رغبة سياسية واضحة بعدم تمرير هذا القانون، خاصة بعد الظهور الأخير للبغدادي وتهديده وحثه عناصر التنظيم على الظهور من جديد، ما أعاد إلى الأذهان سيناريو انسحاب القوات الأميركية عام 2011 وظهر داعش من رحم تنظيم القاعدة”.

وأضاف العيداني في تصريح لـ “النور نيوز” لكن “بعض ممارسات التحالف الدولي والقوات الأمريكية تثير استفزاز العراقيين، وكأنها محتلة لبلدهم، مثل الانتشار في المدن، والنزول إلى الشوارع، أو القصف بالخطأ، وهذه حادثة تكررت غير مرة، غربي العراق، ضد قوات من الحشد الشعبي، أو الجيش وغير ذلك.