اخبار العراقاخبار عامةاهم الاخبارتقارير وحوارات

تسليب واغتيالات وجثث.. غضب عراقي إثر مقتل عائلة مسيحية وانتقادات تطال الأجهزة الاستخبارية (تقرير)

النور نيوز/ بغداد

شهدت العاصمة بغداد تدهوراً أمنيا في الآونة الاخيرة مع تصاعد عمليات الاغتيال والسطو المسلح والتسليب في مناطق متفرقة من العاصمة، كان آخرها تصفية عائلة مسيحية في منطقة المشتل، شرقي بغداد.

وذكر مصدر محلي أن عصابة تتكون من 4 أشخاص اقتحموا منزل طبيب يعمل في مستشفى الراهبات، وقاموا بطعنه بآلات جارحة، وبعد تدخل الزوجة تم قتلها أيضاً مع والدتها، مؤكداً أن الحادث وقع بالقرب من سيطرة تعمل على حماية الناطق باسم الداخلية اللواء سعد معن.

ردود فعل غاضبة

وتوالت ردود الفعل المنددة بالحادثة من قبل شخصيات بارزة ومسؤولين، فضلاً عن استنكار عدد من الشخصيات المسيحية البارزة حادثة اغتيال العائلة، محملين الحكومة ووزارة الداخلية مسؤولية ما يجري في بغداد.

واعتبر بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس رفائيل ساكو أن” الخلل في أوضاع الأمن هو وراء مقتل عائلة مسيحية، من 3 أفراد، في حي المشتل بمنطقة بغداد الجديدة.

وقال ساكو في بيان تلقى “النور نيوز” نسخة منه إن “حادث القتل دليل على وجود خلل في المتابعة الأمنية وملاحقة الجناة، مطالباً الحكومة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين وممتلكاتهم، وملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.

من جهته أدان المجمع الفقهي العراقي، الأثنين، عمليات استهداف المدنيين من أي ديانة أو معتقد داخل البلاد، فيما عد استهداف المسيحيين والصابئة في البلاد عمليات وحشية.

وقال المجمع الفقهي في بيان، تلقى “النور نيوز” نسخة منه، إن “العلميات الإجرامية التي استهدفت عوائل عراقية من مسيحيين وصابئة مندائيين في بغداد تنم عن وحشية لا تمت إلى الأديان بصلة.

ودعا المجمع “الحكومة وأجهزتها الأمنية إلى أن تولي اهتماماً متزايداً بالتحقيق في هذه الجرائم وكشف المجرمين وتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم، وبذلك تحفظ سلامة هذه المكونات وجميع أفراد الشعب العراقي من الاستهداف والتهديد.

إفراغ البلد من مكوناته

بدوره أكد رئيس البرلمان سليم الجبوري أن مايتعرض له المسيحيون في العراق يهدف إلى إفراغ البلد من طاقاته ومكوناته الأصيلة، مشيراً إلى أن “استهدافهم هو استهداف مباشر للوحدة الوطنية.

وقال الجبوري في بيان تلقى “النور نيوز” نسخة منه إن ما تعرض له العراق بجميع مكوناته وخصوصاً المسيحيين يندرج ضمن محاولات إثارة الفرقة والنعرات بين أبناء المجتمع والتي تهدف إلى إفراغ البلد من طاقاته ومكوناته الاصيلة.

وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت، السبت، عن اعتقال مجموعة أشخاص يشتبه بتورطهم في جريمة قتل العائلة المسيحية يوم الجمعة ببغداد.

بدوره أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ماجد الغراواي أن اللجنة ستناقش تلك الخروقات وتداعياتها على أمن العاصمة بغداد، للوقوف على أسبابها، ومحاولة الكشف عن مكامن التقصير الحاصل في بعض مفاصل تلك الأجهزة.

وأضاف لـ”النور نيوز” أن البرلمان سيأخذ على عاتقه البحث في مشكلات تلك الخروقات وضرورة منع تكرارها، عبر تعزيز الاستخبارات العراقية في مرحلة ما بعد داعش، مشدداً على ضرورة توقف تلك الخروقات في ظل الانتصارات العسكرية المتحققة على الأرض ضد تنظيم داعش.

ودعا الغراوي الأجهزة الاستخبارية إلى الاعتماد على المعلومات الاستباقية وعدم التعامل بطريقة رد الفعل الحاصل حالياً.

استهداف الأقليات

بدورها قالت رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الإنسان باسكال وردة إن حادثة اغتيال الطبيب وعائلته جريمة غير عادية مؤكدة أن ظاهرة استهداف الأقليات تعود قبل كل انتخابات.

وقالت باسكال في تصريح لها إنه “يجب على وزارة الداخلية ان تأخذ مسؤوليتها الأمنية بشكل أكثر حرفية لضمان عدم عودة العراق إلى الوضع السابق”.

عودة ظاهرة الجثث مجهولة الهوية

وشهدت الأيام القليلة الماضية عودة ظاهرة الجثث مجهولة الهوية في الخلوات وعلى جنبات طرق العاصمة بغداد والتي تعددت الوسائل والأساليب المستخدمة في عمليات القتل كما تنوعت الأسباب التي أدت إلى موت واحد.

وتفيد المصادر الأمنية والمحلية بعثور القوات الأمنية بشكل يومي على جثث مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من بغداد، حيث عثرت القوات الامنية، يوم الاثنين على جثة رجل مصابة باطلاقات نارية شمالي بغداد.

وقال مصدر أمني لـ”النور نيوز” إن قوة من الشرطة عثرت، على جثة رجل مصابة باطلاقات نارية في منطقة الحسينية شمالي العاصمة، مضيفاً أن القوة نقلت الجثة إلى الطب العدلي، فيما فتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث والجهة التي تقف وراءه.

كما أفاد مصدر أمني يوم الأحد، بالعثور على جثة رجل مجهول الهوية في منطقة الشعب شمالي العاصمة بغداد.

وقال المصدر في تصريح له، إن “قوة أمنية عثرت، على جثة رجل مجهول الهوية كانت ملقاة على جانب طريق حي البساتين التابع لمنطقة الشعب شمالي بغداد.

أساليب قوات الأمن التقليدية

ويرى مراقبون أن تدهور الوضع الأمني في العاصمة نتيجة استخدام القوات الأمنية للأساليب التقليدية في التعاطي مع الخروقات الأمنية كما أن ضعف الجانب الاستخباري أدى إلى نشاط عصابات الخطف والقتل بشكل يصعب السيطرة عليه.

وانتقد الخبير الأمني مؤيد الجحيشي الترهل الحاصل في المؤسسة العسكرية العراقية، والخلل في بناء منظومة استخبارية محترفة تعتمد على المعلومات بشكل دقيق لاستباق المجرمين قبل تنفيذ مخططاتهم.

وأضاف لـ “النور نيوز” أن “المؤسسة الأمنية العراقية ما زالت تتبع الاسلوب التقليدي في التعامل مع المشكلات الأمنية والتعاطي معها، ولم يتم أي تحديث على الأساليب القديمة، رغم التطور الحاصل في مجال أمن المعلومات”.

وتابع: أنه من غير الممكن في العام 2018 ما زالت خطط حفظ الأمن تعتمد على الحواجز الكونكريتية ونشر الجيش العراقي في شوارع العاصمة والمدن الأخرى.

جهات متعددة تحمل السلاح

بدوره عزا عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حامد المطلك أسباب تردي الوضع الأمني في بغداد وانتشار الجريمة إلى “الفوضى الموجودة في البلد، وتعدد الجهات التي تحمل السلاح وتعدد مراكز القوى التي تمتلك المال والسلاح والمرتبطة بجهات خارجية، كلها تؤثر بشكل كبير وواضح على وجود مثل هذه الجرائم.

وأضاف المطلك في تصريح له “إذا لم تُبنَ مؤسسات أمنية وطنية حقيقية، لا تقوم على أساس الطائفة والحزب وهيمنة جهة معينة عليها، فإننا لا نستطيع أن نقضي على الجرائم والفساد المالي في البلد، لذلك نحن مطالبون والمجتمع الدولي بدعم الجهات الرسمية لبناء دولة مؤسسات”.

وأشار إلى أن “البرلمان العراقي سيعقد جلسته يوم الثلاثاء، وسنطالب الجهات التنفيذية المعنية بتوضيح الصورة، والحرص على أمن المواطنين، ومحاسبة المقصرين ومطاردة المجرمين.

ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان إن ازدياد الجرائم في العراق وبغداد خصوصا سببه الانفلات الأمني وعدم وجود آلية وتصميم على تطبيق صارم وحاسم للقوانين والأوامر القضائية، مضيفين أنه “من أمِنَ العقاب أساء الأدب، فالحكومة عاجزة تماماً أمام جرائم من هذا النوع والقضاء مغيّب.

وبحسب المختصين فإن هناك جرائم سياسية وأخرى إجرامية وأخلاقية واقتصادية وجنائية، ولابد من الحزم والحفاظ على أرواح الناس المواطنين، لكن ما زالت الإجراءات الحكومية قاصرة في ملف الاستخبارات والكشف عن الجرائم المبكرة.

ويرى مختصون في القانون الجنائي أن أهم أسباب الجريمة في العراق هو استسهال الإجرام الذي سيطر على المجتمع وجهل الحكومة، فدورة العنف المستمرة منذ أكثر من أربعين عاما لا يمكن أن تخلق إلا أجيالاً فاقدة لأعصابها وأخلاقها، فالعنف لا يولد إلا عنفاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى